تباهى الزعيم الألماني هتلر خلال الحرب العالمية الثانية بأنه يستطيع كسب الحرب بأسلحته السرية وفي صيف عام 1944 بدأت الصواريخ الألمانية العملاقة (في -2) تندفع عبر القنال الإنجليزي إلى لندن عاصمة إنجلترا وكان ذلك إيذانا بعصر القذائف ذات الصواريخ الموجهة بعيدة المدى التي يمكنها حمل رؤوس نووية.
وبدأ السباق إلى القمر بتاريخ 4 أكتوبر 1957 م حين أطلق الاتحاد السوفيتي (سابقا) أول الأقمار الصناعية سبوتنك-1 وتبعه في 21 يناير 1958 منافسه الأمريكي الصاروخ جوبيتر -سي من قاعدة كانافيرال (كيب كندي الآن) يحمل القمر الصناعي اكسبلورر - 1 وأطلق الاتحاد السوفيتي (سابقا) أول رائد فضاء يوري جاجارين في 12 إبريل 1961 في المركبة(فوستوك - 1) وحين بدأت الأرض تبتعد عن عيني رائد الفضاء وصلت المركبة إلى مدارها وشرعت تدور حول الأرض بسرعة 28260 كيلومترا بالساعة وقد احتاج جاجرين إلى 108 دقائق كي يدور حول الأرض.
وتوالت رحلات الفضاء بعد هذا التاريخ حتى كان الموعد المنتظر لهبوط الإنسان على سطح القمر وحققت هذه المهمة المركبة الفضائية (أبولو) التي حملت الملاحين الكونيين نيل أرمسترونج وأدوين ألدرن وقال نيل أرمسترونج وهو يخطو أول خطوة على سطح القمر في 20 يوليو 1969 (إنها خطوة صغيرة بالنسبة للإنسان لكنها كبيرة بالنسبة إلى الإنسانية) وسمع هذه الكلمات بوساطة الراديو مئات الملايين من الناس في أنحاء الدنيا كانوا يتتبعون هذا الحدث الباهر باهتمام بالغ.وعاد الرائدين إلى الأرض في مركبة يقودها زميلهما مايكل كولنز وحملوا معهم من القمر نماذج من الأتربة والصخور وتتابعت المهمات والبعثات الاستكشافية للاستزادة من المعرفة الكونية وزارت مركبات فضائية مزودة بالأجهزة كوكبي الزهرة والمريخ، كما اقتربت المجسات الفضائية في مساراتها من الشمس للحصول على معلومات عن هذا النجم الفلكي الضخم. لقد أصبح الفضاء مختبرا شاسعا تقوم الأقمار الصناعية التي تدور فيه حول الأرض فتقيس مجالها المغناطيسي وجال إشعاعاتها وشكلها وحجمها وأقمار أخرى منها تصور بالسحب وترسل إلى الأرض كل يوم من أيام السنة مئات الصور لتمكن علماء الأرصاد الأرضية من التنبؤ بالطقس بدقة أكبر من ذي قبل وهناك أقمار صناعية أخرى ترسل إشارات لإرشاد السفن في أعالى البحار ويقوم بعضها الآخر ببث رسائل وصور تلفزيونية تذاع على الفور من كل مكان بالعالم. ولقد كانت هذه الأقمار الصناعية وسفن الفضاء تنطلق إلى مداراتها في الفضاء الخارجي بوساطة الصواريخ العملاقة المتعددة المراحل التي تستهلك بمجرد إطلاقها ولذلك كانت تكاليفها باهظة ومن هنا نشأت فكرة المتنقل الفضائي المبنية على أساس إعادة استخدام سفن الفضاء مرات متعددة وجاءت تسمية المكوك محققة لفكرة تكرار الإطلاق لقد ظهر أول تصميم للمتنقل الفضائي عام 1972 ولكن التجارب الفعلية لم تبدأ إلا في عام 1977 وعلى ضوء نجاح هذه التجارب أرسلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الفضاء المكوك كولومبيا عام 1982 وأتبعته عام 1986 تشالنجر في رحلته الأخيرة التي انفجر فيها بعد ثوان من إطلاقة وذهب ضحية له ثمانية من رواده أمام عيون الملايين ممن كانوا يتابعون هذه الرحلة العلمية المثيرة ولكن هذه المأساة الكبيرة لم تحل دون استمرار التجارب فلم تتوقف إلا بالقدر الذي يسمح بعلاجها والرحلات المكوكية تتم بنجاح وبمزيد من الأمن والسلامة.
منقول من .....
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق