بالعلم تبنى الحضارات، وبالعلم تتقدم الأمم.. ولأن العلم له أهمية كبيرة في ازدهار الحياة فقد دعا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، إلى التعليم وشجع المرأة على الخروج لطلب العلم فالمرأة نصف المجتمع ومربية الأجيال وبها تنهض الأمة..
وإذا كانت عادات وتقاليد المجتمع قد وقفت حائلا دون خروج المرأة من أجل التعليم فإن تشجيع المغفور له الشيخ زايد على أهمية التعليم على أن لا يخل بعادات وتقاليد المجتمع. بل إن تعليم الفتيات يثري قواعد المجتمع ويوفر مقومات الحضارة فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق.
وتاليا بعض الشهادات من الرعيل الأول لنساء تقلدن مناصب مهمة في الدولة وواصلن تعليمهن الجامعي حتى وصلن إلى الدكتوراه.
قفزات متسارعة
قالت الدكتورة آمنة خليفة أستاذة في جامعة الإمارات، إن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، منذ تولى مقاليد الحكم شهدت كافة الجوانب الاجتماعية والثقافية والتعليمية قفزات متسارعة وكان للتعليم الدور الأكبر في تحقيق ما تصبو إليه الدولة إيمانا منه بأن التعليم هو أساس كل نهضة وتطور، ويمثل اهتمامه ودعمه المباشر للمؤسسات التعليمية في مدارس وجامعات ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل اتسعت رقعة الاهتمام بالتعليم في كافة أنحاء الدولة، حيث زاد عدد المدارس مقارنة بعدد المدارس منذ قيام الاتحاد حتى وفاته.
وأضافت أن التعليم شهد تسارعا واسعا في كل المراحل التعليمية، وشهدت الدولة كذلك توسعا في أعداد الجامعات وأنواعها داخل الدولة، ولم يقتصر التحاق الطلبة المواطنين بالتعليم العالي داخل الدولة بل أتيحت لهم الفرص كاملة ليلتحقوا بالتعليم الذي يرغبونه خارج الدولة.
وذكرت د. آمنة، أن المرأة كان لها النصيب الأوفر في الاهتمام بالتعليم وتشجيعها على الالتحاق به وكان دعمه لا محدودا في هذا الجانب، وقد برز ذلك في حصول المرأة على أعلى الشهادات سواء كانت على مستوى البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه. كما حظيت المرأة بفرص كبيرة في الالتحاق بكافة أنواع المهن والوظائف فظهرت الوزيرة والسفيرة والعضو في المجلس الوطني ووكيل الوزارة والمديرات في كافة القطاعات وما كان هذا ليحدث لولا التشجيع والإيمان بأهمية المرأة ودورها في التنمية داخل المجتمع.
زايد وتعليم المرأة
وفي السياق ذاته أكدت الدكتورة فاطمة الصايغ أستاذة تاريخ الإمارات في جامعة الإمارات، أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك كانت الداعم الأساسي للمغفور له الشيخ زايد فمن خلالها كان يعرف أفضل السبل للنهوض بالمرأة، وكانت البدايات هي إدخال التعليم وكيفية إقناع الأهالي لدخول بناتهم مجال التعليم، وكان هذا من التحديات التى واجهت المغفور له الشيخ زايد ، موضحة أن اهتمامه بالتعليم نابع باهتمامه بالمرأة نفسها، وهو جزء بالنهوض بها من جميع النواحي.
وذكرت أن الشيخ زايد استطاع أن يغير العقلية الاجتماعية، حيث ضرب مثالا بنفسه مثل أن تكون زوجته داعما للتعليم وبناته يدخلن المدارس وذلك لإقناع الأهالي.
وأضافت الصايغ، أن سمو الشيخة فاطمة كانت داعما رئيسيا لعمل الجمعيات النسوية جميعها التي جاءت تحت مظلة الاتحاد النسائي العام وتمثل دورها في محو الأمية وأولت اهتمامها بتعليم كبار السن وتعليم الفتيات اللاتي فاتهن دور التعليم، وكان له دور محوري في عملية التغيير الاجتماعي.
وأوضحت أن التعليم قديما كان متوقفا عند التعليم الثانوي وتكتفي الفتاة بالتعليم الثانوي داخليا، أما التعليم العالي فكانت بعض الفتيات يذهبن للتعليم في الخارج، مشيرة إلى أنه في عام 1977 تم افتتاح جامعة الإمارات في العين وقبلت نحو 250 طالبا وطالبة للدفعة الأولى أما الآن تخرج آلاف من الطالبات، وفي هذا شيء نفتخر به أن تكون 75 إلى 80% من الطالبات في الجامعات و20% طلاب. وأضافت أن عام 1970 كانت نسبة الأمية بين النساء 99% وحاليا نسبة الأمية دون 4%، وقالت إنها من الجيل الذي استفاد من طفرة التعليم وحصلت على بعثة من الإمارات للتعليم في الكويت، بالإضافة إلى حصولها على بعثتين أخريين للدراسة في أميركا وبريطانيا، مؤكدة أنها نتاج هذه الطفرة العلمية والاهتمام الذي منحه المغفور له الشيخ زايد للمرأة وخاصة في مجال التعليم.
وأشارت إلى أن هذا الجيل استفاد من أفضل ظروف التعليم واستطاع أن ينجز الكثير والفضل يرجع للشيخ زايد والقيادة الحكيمة التى أولت التعليم والمرأة اهتماما ضمن استراتيجيات الحكومة سواء السابقة أو الحالية.
بصمات واضحة وثابتة
إلى ذلك قالت فاطمة المغني عميدة المتطوعات في دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الشيخ زايد له بصمات واضحة وثابتة لن تغيرها لحظات رحيله عن الدنيا، فهو من وضع أساس التقدم وكانت المرأة في مقدمة أولوياته، موضحا أن التعليم في عهد زايد والاتحاد ارتقى بالمرأة إلى أعلى المستويات من حيث العدد والنوعية فمثلا في بداية السبعينات لم يكن أعداد خريجات الثانوية من البنات يتعدى أصابع اليد الواحدة وفي كل منطقة توجد مدرسة أو مدرستان للمرحلة الثانوية أما اليوم أعداد الطلبة تقدر بالألوف وأعداد المدارس في تزايد.
وأضافت المغني ، أن الجامعات بدأت تنتشر بفروعها في جميع أنحاء الدولة، كما انجذبت إلى الإمارات العديد من الجامعات العالمية وفتحت فروعا لها في الإمارات لتسهيل الدراسة الجامعية والدراسات العليا للمرأة الإماراتية أكثر من الرجل، وتعددت نوعية الدراسة وأصبحت تشمل أدق التخصصات وعدد البعثات الخارجية التي تبتعثها الدولة للفتيات وفي الواقع لا يمكن مقارنة التعليم قبل الاتحاد وبعده ولا يوجد وجهه للمقارنة بذلك.
وأفادت بأن كل ذكرى وكل عام يمر علينا كفتيات لا ننسى الشيخ زايد الذي جعل للمرأة دورا في قيادة ورسم خارطة طريق للأسرة الإماراتية وعلى قمة هرمها الرجل والمرأة، ومن التحديات التى واجهته هى عدم وجود بنية تحتية من مؤسسات التعليم في البداية ولم تكن لها خطة واضحة للنهوض بالتعليم وعندما جاء الاتحاد أصبحنا يدا واحدة والتوعية بدور المرأة واهتمامه بالتعليم في جميع نواحي الدولة، وكان المغفور له نصيرا للمرأة وكان يشيد بدورها وبمساندة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات وهذا شرف لكل امرأة بجانب الحق والقيم لبناء دولة عصرية حديثة لا يقاس عمرها بالسنوات البسيطة التى لا تتعدى 40 عاما.
التعليم الإجباري والمجاني
وقالت الدكتورة موزة غباش أستاذة علم الاجتماع، إنه يمر عام بعد عام نتأكد فيه أن باني الوطن أصبح هو الوطن نفسه فلا إمارات بلا زايد ولا زايد بلا إمارات هكذا الأوطان ترتبط بروح قائدها ومؤسسها وخاصة بالنسبة لشعب الإمارات، حيث ارتبط الاسمان في عقل كل إنسان يعيش على هذه الأرض حتى وإن غيب الثرى وجود زايد إلا أن روح زايد باقية تحلق حول شعبه وأمته العربية والإسلامية ففي كل موقف نجده حاضرا حتى وإن كان غائبا، لقد نصر كل قضايا الأمة العربية والإسلامية ونحن اليوم نعيش مرحلة حافلة بالنمو والتغيير والتطوير في دولة الإمارات في هذه الفترة الانتخابية التى يعيشها الشعب بكامله.
وذكرت ان 46% من الهيئة الانتخابية المقدمة للترشيح والتصويت هن من النساء فهذا يكفينا فخرا أن نقول هذا ما زرعه زايد وما نقطفه هو ثمار هذه الزراعة النقية الباقية عبر الزمان، حيث حققت انتصارا لشعب الإمارات لتقترب النسبة النسائية في العمل الديمقراطي الإماراتي إلى النصف وهذه لم تحدث حتى الآن في أي دولة، فالإمارات دائما عندها نموذج التغيير والتطوير مختلف عن أي مجتمع اخر، فهذا الاستقرار والأمان الذي يعيشه مجتمع الإمارات حقق المساواة بين الرجال والنساء في كل المجالات سواء التعليم أو العمل أو تكافؤ الفرص وخاصة الآن في المرحلة الانتخابية الجديدة.
وأوضحت أن التعليم من أول مبادئ زايد، رحمه الله، حيث أصر على التعليم الإجباري والمجاني من الريف إلى الحضر، واستطاع خلال 30 عاما أن يمحو الأمية بالكامل في دولة الإمارات، وذكرت أنها من أوائل الذين تعلموا في مدارس الدولة ومرت بكل التجارب العلمية حتى مرحلة الدكتوراه فلم تجد فيها عائقا واحدا وهذا ينطبق على كل من كان لدية الرغبة في التعليم، فالتجربة التعليمية حددت محاور العقلية الإماراتية في مخرجاتها التعليمية....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق