-
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إيّاكُم
وَمُحقَرات الذُنوبِ ، فإنَّما مَثَلُ مُحقَرات الذُنوبِ كَمَثَلِ قوم نَزَلوا
بَطنَ واد فَجاءَ ذلكَ بِعود وجاءَ ذا بِعود ، حَتّى حَمَلوا ما أنضَجوا بِهِ
خُبزَهُم ، وإنّ مُحقَرات الذُنوبِ مَتى يؤخَذُ بِها صاحِبُها تُهلِكُهُ ). رواه
مسلم .
*
و محقرات الذنوب هي الصغائر التي يستهين بها المرء ، فإن أكثَرَ منها واستهان بها
أوردته النار ، لذلك قيل: لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار. فعلى المسلم أن لا ينظر إلى صغر ذنبه ولكن عليه أن ينظر
إلى عظمة الرب الذي يعصيه .
*
ومن محقرات الذنوب العادات الذميمة التي يعتادها المرء ولا يكلف نفسه بالإقلاع
عنها . فالعادة تتكرر على الدوام ، فتتكرر المعصية مرات كثيرة وبذلك تزداد العقوبة
عليها . وعلى المرء الذي ابتلي بعادة سيئة أو اعتاد مخالفة معينة أن يجاهد نفسه في
الإقلاع عنها . ومجاهدة النفس لإصلاحها عبادة
يؤجر فاعلها ، ومن أخلص نيته فسوف يوفقه ربه ويعينه على التخلص نهائيا من عاداته
السيئة و يغفر له ما تقدم منها. أما التساهل
بالصغائر والإكثار منها دون ندم أو استغفار فهو ما يحذر منه رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم هنا . وهي التي قد تقود فاعلها إلى الكبائر حتى تهلكه ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق